وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ 
أنا بدأتُ غوايتي
وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها
ويقتُلني لتختصري الطريقْ

اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ
وما تنزّلَ في يديَّ وأيَّ شيءٍ عمّدَتهُ أصابعي
لُعنتْ يدايَ تمرُّ في الأشياءِ تتركُ ظِلها فيها
خذي مِنِّي الجِرارَ وكسريها خلفَنا
وذريْ على الأرضِ الرحيقْ..

قتليْ سيلزمُهُ الكَثيرُ من التفاصيلِ الدقيقةِ
قصةُ الشعرِ القصيرةُ وحدها
لن تشنُقَ الذكرى بنا
فإذا المساءُ إليكِ وسوسني ببالكِ
حاولي أن تَطعنِي شِعري
خُذي أَلِفاً ودقِّيها بقلبيْ
واقرأي أشعارَ غيريْ
وامنَحِيهِ قلادةً في شَكلِ قلبٍ
فالصديقُ إلى الصديقْ..

وإذا أتتكِ مَراكبٌ مرّتْ ببحرِكِ مَرّةً
لا تُغرقيْ مَحصُولَ قهْوَتِها
فأحياءُ المدينةِ ما لها إلا مقاهيها
إذا ضجّٙ الرفيقُ من الرفيقْ..
وهل الأماكنُ غيرُ رفقتنا بها
هي كالقلوبِ بساكِنيها
فيهِمْ اتسعتْ وأحياناً تضيقْ..

ولتَقتلي في الصبحِ قهوتَنا
ورشي سُكّرا في وجهِها
كي تطردي من مرارتها شياطيني وطيفيْ
هكذا قد تنثرُ الجدّاتُ في وطنيْ
بذارَ الملحِ في أرضِ البيوتِ
فلا يظلَّ الشرُّ بابنتها فتحبَلَ من غريبْ
وأنا الغريبُ وكنتُ أهربُ منْ شبابيكِ البيوتِ
إذا أتى الزوجُ المُمِلُّ
لكي يرشَّ الملحَ في جُرحي وجرحكِ مرَّتينْ
قبلَ المَساءِ لتأخذِي الزوجَ العتيقَ
بجولةٍ في السوقِ
وابتاعي لُهُ غمازتينِ وضِحكَتين لعلَّ يشبهنُي قليلاً
كي تطيقي ظلّهُ
ما أثقَل الأشياءَ إنْ بَهَتَ البريقْ..

وإذا خطرتُ ببالِِ نمنمةٍ بجلدكِ
فأخلعي جلدَ الملاكِ
ونظِّفي أثري وألقينا كما اللُّقطاءِ في بابِ الطريقْ

وإذا أتيتكِ بعدها
في أيِّ شكلٍ
عندها موتي
فقد تشفينَ مني
أو أنا أشفى
وبعدكِ سوفَ يلزمني الكثيرُ لكي أموتَ
فغابَةٌ في حجمِ قلبي قتلُها يحتاجُ أكثرَ من حَريقْ

ماذا لو فكرتُ بالانتحار

- سأفكّرُ بالكهرباء: أن أصيرَبرقاً دون رعد، لأني أحب السكون، فأعلى الأشياءُ صوتاً أقلها صدقا..

- سأفكرُّ بالسم: كيمياءُ الحب.. أن أحب للمرة الأخيرة علبة "سيانيد".. وكالحب سيتركُ غصة في القلب، فأقولُ: "أحبك لدرجة أنني أشعر بأن قلبي سيتوقف". وتصيرُ النبوءةُ أفقاً..
- سأفكرُ بالنار: سيكونُ الوقتُ ليلاً فالنار بالليلِ أشهى، وسأفكر في فيلسوفٍ قديم: "حلمتُ بأنني فراشة وحينَ صحوتُ هل كنت في ذلك الوقت رجلاً يحلم بأنه فراشة، أو أنني الآن فراشة تحلم بأنها رجل!"
وأجيبُ أنا عن السؤال. في الحبِّ ثمة فراشاتٌ أيضاً.. في القلب وفي المعدة وعلى الجلد.. وفي النار..
- سأفكّرُ بالرصاصة: سأقرأ عن رأي العلم فيها وعن تفاصيل الجمجمة.
وسأقرأ للمسدس قصيدتي عنهُ
"Russian roulette"
وأعيدُ تمثيلَ الحكاية.. سأجربُ أن أحبَّ رصاصة.. ففي رأسي أفكارٌ لابد أن تملأ العالم.
- سأفكِّرُ بالحبل: الحبلُ عناقٌ.. والعناقُ خطيئةٌ في أرضنا.. وأنا الشيطانُ.. أرميني من السماء فيمسكني الحبُّ قبل أن أصل إلى الأرض.. كالحياد سأكونُ معلقاً بين السماء والأرض.
- سأفكرُ بالمرتفعات: ألغي فكرة الحبل.. فأنا لا أحبُّ الحياد.. لذا سأختارُ أن أطير..
أن أتطرف للمرة الأخيرة.. أو أعودَ كما كنتُ.. في البدء كانتْ النجمة وصارتْ النجمةُ أرضا..
- سأفكِّرُ بالماء: هل أثقلتْ أكتافك المياهُ أيها السدُّ؟ أنا قطرةُ الماء التي فاض بها العالمْ.

دعوة إلى فنجان قهوة

أنا عِندَ بابكِ.. أنتِ أمَامِيَ
ولا كهرباءَ هـُنا..

أتراكِ حَذفتِ الإنارةَ من مَشْهَدِيْ
كي تَكْفُريْ الخَجَلا؟

عِندَ بابكِ فلتدخُلِي كونَ آلهتي..
مثلما صك دعوتكِ المَلاكُ يقولُ
فمنْ قَبلَ أن تجلِسِي:
نيّتي قهوةٌ..
ليَديكِ على ذمّتي قُبَلٌ
سوفَ لَنْ أكثرَ القُبَلا

سأحضُنُها لِدَقائِقَ قُلتُ بسرَّي..
فلا تكثري الأملا..

تُنادِي عَلينا الفناجِينُ:
يا أنتُمَا..
شَفَتاها..
شِفاكَ..
أما قُلتما؟

قلتُ: قُلنا..
عناق الشفاهِ سيستبدِلُ الجملا



جميع الحقوق محفوظة

اعترافات امرأة متزوجة

أصرُّ مِراراً.. أنا لَمْ أَخُنهُ
ولستُ أبَرِّرُ ما لَمْ أَكُنْهُ
صَحَوْتُ تَحَرَّكَ في الروحِ كُنْهُ
ورُحتُ أُفتِّشُ في الريحِ عَنْهُ

أنا لَمْ أَخنْهُ تماماً.. تماما
أنا رُحتُ أُفَسِّرُ فيَّ كلاما
يُصادِفُ أني وَجَدْتُ السَّلاما
فَكانَ سِواهُ لِقَلْبيْ إماما

تَعِبتُ نهارِيْ فَمَا كانَ يُمْسِيْ
فمَوتٌ تشابُهُ يومي بأمْسِيْ
وبِيْ ليسَ تَكبُرُ بذرَةُ حِسِّيْ
زرعتُ حُقُولِيْ لأحصُدَ يأسِيْ

مددتُ جُذوريْ لألقى التُّرابا
فلا خصبَ فيهِ.. شَربتُ السَّرابا
وجَفَّتْ غُيومي.. لَثَمْتُ الضَّبابا
وَجَدتُ بقُربِي إلى الخَصْبِ بابا

ومِفتاحُ بابي بعَقْليْ يَدورُ
وصارتْ تُدَغْدِغُ صدري الزُّهُوْرُ
وهَبَّتْ رياحٌ وفاحَتْ عُطورُ
جُنِنْتُ.. ولن يَحبِس العِطرَ سُورُ

أنا منذُ دَهْرٍ هَجَرتُ فِراشِي
بُرودي! كباقي النِّساءِ.. أُماشِي
فما عادَ يعني غِيابُ القماشِ
وأتعَبَ عِطري غِيابُ الفَراشِ

أنا لا أُسَاسُ أريدُ الفضاءَ
مَدَدتُ جَناحي قَصَدتُ السَّماءَ
أُريدُ الشُّعورَ.. أُريدُ البُكَاءَ
صَرَختُ مِراراً صَلبتُ النِّداءَ

سُبيتُ ودقُّوا بكَفَّيَّ موتي
ذهبتُ أُغَرِّدُ فاغتيلَ صوتي
وخَطُّوا مَداري بزوجٍ وبيتِ
أريدُ كِتابَةَ سَطْرٍ بـ "ليتي"

أنا ما كَتَبتُ لنفسي البدايَهْ
أريدُ الكتابةَ قَبْلَ النِّهايَهْ
أُحيكُ بنفسي خيوطَ الحكايهْ
لألّا تَضيعَ فُصولُ الرِّوايهْ

لأنَّ المُؤلِفَ كانَ رديئا
فمَنْ كانَ مِثلَ الجمادِ بريئا
فمهما أضافَ سيَبْقى رديئا
كَوىْ العاشِقَيْنِ وما قالَ فِيئـَا

أنا لَمْ أخنهُ فقلبي سِواهُ
وما خنتُ طِفليْ ودوماً أراهُ
يقُولُ يحيكُ الكواكِبَ فاهُ
وَيَكْسِرُ ظَهْريْ.. فَتُزهِرُ آهُ

ذهبتُ أُصحِّحُ دربَ حياتي
وأكتُبُ لو فصلَ عشقٍٍ لذاتي
بخطي بكفي بحبرِ دَواتي
غَدُ العمرِ يمضيْ ويجري سُباتي

غدُ الشيبِ يأتي وأُحصِي جُرُوحي
فلا شِعرَ عِندي لأرشيْهِ رُوحِي
فوحدي سأبني لنفسي صُروحي
أنا إنْ جَنَحتُ فَديني جُنُوحي

أنا لَمْ أخُنْهُ ولكن عَشقْتُ
ولو كانَ دربي يُسارُ لسِرتُ
نَبشتُ خَياريْ بحثتُ بحثتُ
أتاني طريقي وفيهِ ذَهبتُ

ضرورةُ قلبي أباحَتْ خياري
وَكرمٌ تزَيَّن خلفَ الجِدارِ
أُريدُ قُطُوفاً تُزَيِّنُ داري
وخمراً لأملأ قبوَ جِراري

رَبيعي أتاني أَ أُبديْ جُحُودي؟
أ تَطلبُ إذْنَ القبورِ ورودي؟
أ أترُكُ مائي وأورَقَ عُودي؟
فأرخَى نداءً.. عُطوري رُدوديْ

ذَهبتُ إليهِ لأكسِرَ سِحْرا
ذَهَبْتُ لأَقْطَعَ في النهرِ جسرَا
حَملتُ البراعِمَ في القلبِ سِرَّا
وَجدتُ ربيعي.. تَفجَّرتُ عِطرا

وصارتْ دروبي لأرضِهِ تُفضي
ركضتُ إليهِ تَعَشَّقتُ ركضي
وقلتُ لنفسي إذا ضاعَ بعضي
بِكفي سأبطِئُ إيقاعَ نَبضي

وقالَ حَذارِ فَقُربي هلاكُ
ضَحِكتُ.. دعوتُ.. فجاءَ الملاكُ
وما كنتُ أدري بأني أُلاكُ
بأني أغارُ وَحبِّي امتلاكُ

ظَنَنْتُكَ فَصلاً وتَمضيْ الفصولُ
وقلتُ سحابَةُ صيفٍ تزولُ
ستُشرقُ شمساً ويَأتي الأُفولُ
وجدتُ جُذورَكَ فيَّ تطولُ

فمِنْ أينَ أسرِقُ وقتاً لضيفي
وبي منكَ طيفٌ ولي فيكَ طيفي
فأينَ أشِيحُ وكيفَ سأُخفي
وأُخْفِي ثِماري إذا جاءَ صَيْفِي

وصيفي أطلَّ سريعاً لقتلي
نَضجتُ وضجَّتْ ثِماري بِحقلي
لليلي نهاري يُروِّضُ عقلي
سيأتي غُرابِيْ ويَنْقُضُ فَتْلِي

ومِن أينَ آتي بِجِسمٍ سِوايا
لأُرضي الغرابَ وضاقتْ رُؤايا
وأحصي الثواني وأحصي خُطايا
أنيني يُريدُكَ وحدَكَ نايا

أريدُكَ وحدكَ فوقَ تلالي
ووَحدَكَ تَقطِفُ مِنِّي غِلالي
أنامُ وأصحو وأنتَ ببالي
وليتكَ أنتَ وليتَ زَوالي

يَكادُ يُرى اسمكَ فوقَ لساني
وأسقيكَ ربَّي خموراً أراني
ويَبردُ سجني أسُبُّ زماني
فَفَسِّر رُؤايَ وصحَّح مَكاني

وأدري إذا ما غُرابي.... قُتلتَ
ومثلكَ.. لستَ لوحدكَ.. مُتَ
تعبنا عشقتُ وأنتَ عشقتَ
بقلبي الصَّغِيرِ كَبُرتَ كبُرتَ

وجاوزتَ حدَّكَ رغماً وكُنتَ
وحينَ على حبِّ طِفلي طَغَيتَ
أردتُ الهُروبَ وقتلكَ أنتَ
أنا لم أخنهُ.. وخُنْتكَ أنتَ..


كايد عواملة

صباح الخير

صباحُ الخيرِ لا تكفي
أريدُ عبادةً في الصبحِ أحبكها إليكِ
ولا أعاقبُ من تَناساها..

فعندَ الحبِّ لا تجدي الفروضُ
ولا القيودُ
أريدُها في لهفةٍ تأتيكِ
أحملها على قلبي صلاةً
ليسَ تثقُلني فأنساها

سأنسجُ طقسها المنشودَ في شمسي
صباحُ الحبِّ يا أمسي..
صباحُ الحرفِ يا لغتي..
فقبل الطقسِ يلزمني النَّدى
لو قطرةً كانتْ
ستكفيني وضوئي..
أنتِ إشراقي وضوئي الحيُّ أنتِ

وصبحُ مثلكِ
ليسَ يلزمهُ الكثير إلى التماهي..

أراكِ بداخلي
فأطوفُ فيكِ من الإلهِ إلى الإلهِ

ونحنُ إطارُ لوحتنا تغيبُ الشمسُ فيهِ
ومنهُ يبتدأ الصباحُ..

صباح الشمسِ تشرقُ
كي تراقصَ في بحيراتِ الأظافرِ
طيفها المعكوسَ فيكِ لعلها ترتاحُ..

وأشياءُ النبيذِ تسيلُ عندَ حدودها
والضوءُ يجمعها ويخفيها بعيداً
في زجاجتهِ القديمةِ
كي يُعتِّقها
لكرمٍ في البعيدِ يُضاءُ فيهِ..

ومنهُ ستأخذُ الحبّاتُ سكرتها
وكل كرومِ الأرضِ منذُ بدايةِ الأشياءِ ما زالتْ تُحاكيهِ

ففي الشباكِ قبلَ النومِ لا تنسي
دعي شقّاً صغيراً
كي تدلَّ الشمسُ قِبلتها
وتوصِلُ ما تكدّسَ من عناقي

صباحُ الضوءِ يلقي فوقَ معصمكِ السَّلامَ
وقبلةَ المشتاقِ..

صباحُ الضوءِ يغويني
ويرجوني فأطفؤهُ
وأشعلهُ
وأحياناً أحالفُهُ
فيكشفُ أرضكِ المصباحُ

صباحُ حبالِ صوتي تسحبُ الآهاتِ من رئتيكِ
نحوي ثمَّ تجتاحُ

صباحُ الكفِّ تبعدني وتطلبني
وتخبرني بأني عِشْقُها
 وبأننّي الذبّاحُ

صباحُ التبغِ يرسمُ في المَدى وجهي
وطيفٌ من مدى شفتيكِ
ينفخُ روحهُ.. من بعدِها ينْزاحُ


فقولي قبلَ قهوتنا:
"صباحُ الخيرِ يا كُلّي"
فحينَ يؤذنُ النيكوتينُ شعلتُهُ بين محرابِ الأصابعِ
يَعتلي في الجوِّ حرٌّ وتُختتمُ الصلاةُ

صباحُ الصبحِ فيكِ ومنكِ
دونكِ ليس يأتيني
ودونكِ ليسَ يكتملُ الصباحُ..

غمازتان


غمّازتانِ تُعطـِّلانِ مَلاكها
فكتابُها منذُ الولادةِ ما حَوا حرفاً وحيدْ..
مُتَلقيانِ عن اليمينِ/ عن الشمالِ هُما بلا عَمَلٍ قـَعيدْ
يتأملانِ بوجهها وبثغرها لِكِليهِما بصرٌ حَديدْ
ويُزوّرانِ كتابها وينقـِّحاهُ ليـَرفَعاهُ إلى السَّماءِ مُزركشاً
ومُعطراً فيظنُّ ربـَّكِ أنّهُ في غفلةٍ بعثَ النبوَّةَ من جَديدْ
مُتـَلقـِّـياكِ أنا قـَتلتُهما معاً
قلبي عليكِ هو الرقيبُ هو العـَـتـيـدْ
إنـّي أحبّكِ في صَحائفِكِ القديمةِ سوفَ أكتبها
وأملؤها بها .. والآتياتُ يَقـُـلنَ لي: هاتِ المزيدْ

حرب باردة بين امرأتين



تُراقِبُها..
ففي دَمِها صَحَتْ هِرَرٌ لتَخمِشها
ويعلو حسُّ هرتِها..
فيسمعهُ الرجالُ بدونِ أن يدروا حفيفاً
تخبؤهُ الرياحُ أو الأغاني..

وأسمعها...
تقولُ بكلِّ ما فيها: سأقتُلها
فكيف تجرّأت!
أ قُربَ طاولتي يفوح شذى أنوثتها؟
كفى.. كُفِّي يديكِ..
فيا وقاحتها!
فلا أنثى سوايَ هنا
وما للغَنْجِ من وطنٍ عدايَ أنا
 تعاقبني على صمتي؟
سأصلبها أمامَ الكلِّ
والكلماتُ أسكبها مساميراً على يَدِها
على مهلٍ أُطهِّرها
وأجلسُ خلفَ دُخّاني أُراقبها..


مستفزة



أعاتبُها..
بودّي لو أطوقها
وأخنقها
وأخرجُ غِلّي المدفونَ فيها

وأسألها..
فتتركُ كلّ منطقها
وتملأ كلَّ أشيائي بنبرتها الحنونةِ
ثم تُتْبعها بهمهمةٍ تهزُّ مخازنَ الريحانِ في لغتي
فيملؤني الخشوعُ
فأيُّ قُرآنٍ سيُتلى في إجابتها..
فتصفعُني بكلِّ أناقةٍ أن: ليسَ تدري!

فتقتلني وتصلبني على غضبي فأكظِمهُ
وتأتيني ملائكةُ السماءِ وكلُّ آلهةِ النـُّجومِ
تَحطُّ فوقَ يديُ
لتمنعَ ردّتي الأولى "سأخنقها"..

وتأتيني ابتسامتها على مهلٍ
وتخدعني قليلاً في برائتها
وتأخذُ من يدي القانونَ
تخرقهُ
تُمزقهُ
ومطرقتي تصادرها
وتلقيها على ناري
وتسجنني

فأطلقُ للمدى صوتي
وتصمتُ كي تجرجرني إلى حتفي
وتأخذُ من صدى صوتي جنايتها
وتربطُ تهمتي حبلاً على عُنقي وتشنقني
فتغضبُ من معاتبتي
وتحرمني ابتسامتها
فأغفرُ كلَّ ما فعلتْ
أسامحها
وتبقى رغبتي بدمي
سأخنقُها...

في بالِ عاشقة من طرف واحد

اقرأ كلماتِيَ حينَ تمرّ بقربي
إني صامتةٌ.. وحروفي غيرُ مُنقّطةٍ
لستَ بأمّيٍّ فاقرأني..
أهواكَ ولا أبدي هذا..

أوّلني عاشقةً..
فسّرني نصّاً يعنيكَ..
وشرّعني ما شئتَ طقوساً..
مثلاً: صنمانِ هما كتفاكَ وأسعى بينهما..

نقطني.. حرّكني..
كثرٌ من قبلي ماتوا بحروفٍ لا تعرفُ تنقيطاً
لا تعرفُ شرعَ التحريكِ
كأنّ قبوراً تسكنها..  ودماءُ التاريخِ ستملؤها..

أتلفني الشوقُ.. فقربني في ظلكَ ..
قربني حتى أحسّ بأنكَ تقرأما بين َشفاهي
بلسانٍ يحسنُ تأويلَ لساني..

سأدلكَ كيفَ تفسرني..
أممٌ أتلفها فتحُ النص على التأويلِ
وما زال يخربها..  والنصُّ الأصليُّ خرابُ..

أما أنتَ فحدقْ في شفتـيّ .. تناسى وقعَ حِجابـي..
فأنا مثلكَ أكرههُ..
في كل صباحٍ أترُكني عندَ المرآةِ وأخذهُ
وأحاولُ آخذُ ما أقدرُ مني..

حدّق في وجهيَ بعد حدودِ قماشتهِ
من سوّرني خلفَ حدودِ سريرتهِ؟

جسدي!
وكأني أسرقُ من غيريَ أعضاءً
والتهمةُ تجلدني في كل مكانٍ
بعيونِ الناسِ.. عيونِ البيتِ
وحتى بعيونِ نساءٍ مثليْ
فمسيحيَ صارَ الجلادَ..
وعبيدٌ تتبعُ عُبّادَ..

إني أشعرُ بعيونِ "الدوشِ" تؤنبني:
من أينَ لعاريةٍ أن تسرقَ هذا!
صدقتُ بأني سارقةٌ..

هل تذكرُ حينَ سرقتُ لأجلكَ نهداً من جسدي؟
لعيونكَ قربَ القلبِ أخبؤهُ ..
وتفر بصدفتها للأرضِ يدي
كي تجمع أوراقاً هاربةً..
باب السجنِ إلى وجهكَ قِبلتهُ
وتراخى..
عصفورٌ.. في عينيكَ يطيرُ..

بالصدفةِ لا ينسى السجانُ مغاليقَ الأبوابِ..
لي فوقَ حزاميَ بابٌ
لي عند الساعةِ بابُ
لي حول النحرِ ملايينُ الأبوابِ
دوماً للسجنِ تعودُ عصافيري
فلماذا لا ألقى منكَ جوابا
وأنا قدْ ضلّ جوابي..

أفقدتَ الحدسَ لدي!
وأنتَ العالمُ بالغيبِ وغيبِ عِتابي!
ونساؤكَ كثرٌ وأنا ما أذّنَ ربٌ بقبابـِي..

يا ليتكَ تدركُني..
كم أسرقُ من مرآةِ البيتِ تفاصيلاً لأكونَ كما تهوى..
يجلدني القومُ على البنطالِ..
وأغيبُ أنا.. في ضلعِ خرافتهم
وتطوفُ القسوةُ في الصلصالِ..

وأغّيبُ نفسيَ عن عمدٍ
أَسألُنـي : أتراهُ تسائلَ أيني؟
أَبصِرنـِي حينَ أغيّبُ وجهكَ عن عينيَ
تلك صلاةُ استسقاءٍ
لا تمسك حرفكَ عني ..

أمطِرني بكلامكَ حينَ ألفقُ وجهاً يحزنني
يا ليتكَ وحيٌ أوحيهِ إلى نفسي
فأخطُّكَ بينَ يديَ كتابا..
وسأوقظُ غيرتكَ الذئبَ
أمامي باسمكَ حينَ أمارسهُ..
وهوايَ سينطِقُني.. وأقولُ عُجابا

فترفـّق حينَ تغيرُ طقسَ مروركِ من عندي
في ساعاتِ الصبحِ حُضوركَ توقيتي
أمشي .. فيتوهُ طريقي
وأنا من تعبدُ شمسكَ في كل صلاةٍ
في عطلاتِ الأسبوعِ أصلبُ في ضيقي

في كل الساعاتِ خيالي فيكَ يُعذبني
فأراكَ ترافقُ كل نساءِ الأرضِ إلى الشعرِ..
ويغيبُ خيالي.. ويقبّلني قهري..

فأراكَ تُراقصهمْ ويذوب الرقصُ على الجسدِ
وأرى في كأسكَ حمرتها..
وأرى في المصعدِ تقبيلاً..

وأدورُ بكلّ مقاهي الأرضِ
فلا تخلو طاولةٌ منكَ
أراكَ تجالسُ واحدةً عندَ الشباكِ
وأخرى قدامَ البارِ..
للسيارةِ تسبقُ عاشرةً.. تفتحُ بابَ الأسرارِ
فتشعل سيجاراً من جمرِ أظافرها
فأرى ظلكما يرقصُ فوقَ جداري
أتراكَ ستغزلُ منه حكايتها
وتمررُ قربَ الريقِ حفيفِ الأشعارِ

أنثاكَ ضبابُ غوايتها من حولكَ كيفَ تطوّفُهُ ؟
يأتيها طوعاً أو غمزا..
و"مُسجلّها" قد أسعفها أغنيةً
تسرقها لتقولَ أحبكَ رمزا
فتسدّ عليّ الآنَ طريقَ خيالي
أخذتكَ بعيداً حينَ رأتني أرقبها
وتولى صوبَ زجاجكما وجهُ الأمطارِ.


كايد عواملة 


جميع الحقوق محفوظة


الشرف

شَرَفٌ شَرَفُ
لا أقسمُ بالشرفِ
مرفوعٌ فوقَ مجازِ نِسائهم
محمولٌ على الكتفِ

شرفُ العربيّ بهذا العصرِ 
مجهولُ الشكلِ ومجهولُ الأصلِ ..
لعديدِ ملامحهِ شكلٌ لا يعرفُ إيقاعاً
صعبٌ أن يحصرَ بحدودِ الفصْلِ..
..
شرفٌ حساسٌ يذهبُ باللّمسِ
في أسواقِ الجنة ثمةَ حورٌ تتوفرُ منْ هذا الشّرفِ
فحذارِ لكي لا يُطْمَثَ من جنٍ أو إنسِ 
فالنوعُ المذكورُ هنا حساسٌ جداً للّمسِ ..

في هذي الأمةِ حتّى الجنُ يهددُ أمنَ الشرفِ!

....


شرفٌ كالفلمِ المحروقِ يموتُ من الضوءِ
وهذا النوعُ يقاسُ بأمتارِ قماشٍ فضفاضٍ 
في جلدِ المرأةِ يتجلى..
عينُ الإنسانِ تفتتهُ 
حساسٌ جداً للشمسِ..
وفي الغالبِ يُحفظُ بقماشٍ أسودَ
غُطّيَ معظمهُ
ويفضلُ تغطيةُ الباقي 

من باب الحرصِ
والبعضُ تجاوزَ مسألةَ اللونِ
 
فجازاهُ اللهُ بحورٍ في أعلى الفردوسِ
..

شرفٌ تقتلهُ النسماتُ وتؤذيهِ الشمسُ
ويُوارى بقماشٍ مختلفِ الألوانِ..
تراهُ بكلِّ مكانٍ..
ملموسٌ جداً..
ويرى بوضوحٍ طبعاً
هو ينبتُ من جلدِ الرأسِ 
..

شرفٌ كرمادِ السيجارةِ يذهبُ بالنفخِ
وهذا النوعُ خفيفٌ جداً
منتشرٌ بين الناسِ
وتذهبهُ الكلماتُ ويذهبُ حتى بالهمسِ
هو يجذبُ كلّ العرسانِ 
إذا خُـبّئَ عن كلِّ لسانٍ
وسيحفظهُ اللهُ بعدَ صلاةِ العرسِ
..

وكلامُ الناسِ عن الشرفِ
أصلٌ مختلفُ القرفِ:
خَرَجتْ ضَحِكتْ جَلَستْ
نَظَرَتْ نَطَقَتْ 
لَبِسَتْ بنتُ فلانٍ..
يحتاجُ الوضع لتحليلٍ..
ما حجمُ البنطالِ تقولُ امرأةٌ في الخلفِ..
قيلَ يضيقُ على الوصفِ
هل هذا شرفٌ؟ قالتْ واحدةٌ لم تبلغْ بعدُ العشرينَ..
ورُدّ عليها بالكفِّ..
من قالَ بأن القتلَ بغيرِ دماءٍ لا يحسبُ في صفِ القتلِ
ما أقذرَ من يقتُلَ إنساناً من بابِ العُرفِ
..
لم أصدفْ شخصاً بقرونِ استشعارٍ
سيحسُّ إذا فُقدَ الشرفُ..
من يضمنَ ذاكَ ليخبرني
ما شكلُ الشرفِ؟
أسألهم أصلاً ما الشرفُ؟
وبعد التفكيرِ يُعقّدُ كل القومِ حواجبهمْ
يَتَنَحنحُ.. ثمّ يُـجيبُ كبيرُ القومِ : هو الشرفُ!!
وسنغسلُ بالدمِّ زوالَ الشرفِ
محسوسٌ أيضاً قد قالوا..
وكلامُ الناسِ هو الحسُّ..
هل تبقى في الأرضِ نساءٌ 
حينَ سيدري الشيخُ بأنّ الجنّ يشاركُ في نزعِ الشرفِ!


فض بكارةِ أرخصِ قنينةِ خمرٍ 
يحتاجُ لأكثرِ من إصبعْ
والشرفُ العربيُّ بأكملهِ 
يهتُكهُ إصبعْ
أنا بخيطٍ رفيعٍ لا أعلقُ حاضري 
فالخيطُ سيُقطعْ
لذا..
لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى 
حينَ يُفضُّ كذا بكذا
وسجودكَ قطعاً لا يأتي
حتى بالركعةِ منفردا..

وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ  أنا بدأتُ غوايتي وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها ويقتُلني لتختصري الطريقْ اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ وما تنزّ...