في بالِ عاشقة من طرف واحد

اقرأ كلماتِيَ حينَ تمرّ بقربي
إني صامتةٌ.. وحروفي غيرُ مُنقّطةٍ
لستَ بأمّيٍّ فاقرأني..
أهواكَ ولا أبدي هذا..

أوّلني عاشقةً..
فسّرني نصّاً يعنيكَ..
وشرّعني ما شئتَ طقوساً..
مثلاً: صنمانِ هما كتفاكَ وأسعى بينهما..

نقطني.. حرّكني..
كثرٌ من قبلي ماتوا بحروفٍ لا تعرفُ تنقيطاً
لا تعرفُ شرعَ التحريكِ
كأنّ قبوراً تسكنها..  ودماءُ التاريخِ ستملؤها..

أتلفني الشوقُ.. فقربني في ظلكَ ..
قربني حتى أحسّ بأنكَ تقرأما بين َشفاهي
بلسانٍ يحسنُ تأويلَ لساني..

سأدلكَ كيفَ تفسرني..
أممٌ أتلفها فتحُ النص على التأويلِ
وما زال يخربها..  والنصُّ الأصليُّ خرابُ..

أما أنتَ فحدقْ في شفتـيّ .. تناسى وقعَ حِجابـي..
فأنا مثلكَ أكرههُ..
في كل صباحٍ أترُكني عندَ المرآةِ وأخذهُ
وأحاولُ آخذُ ما أقدرُ مني..

حدّق في وجهيَ بعد حدودِ قماشتهِ
من سوّرني خلفَ حدودِ سريرتهِ؟

جسدي!
وكأني أسرقُ من غيريَ أعضاءً
والتهمةُ تجلدني في كل مكانٍ
بعيونِ الناسِ.. عيونِ البيتِ
وحتى بعيونِ نساءٍ مثليْ
فمسيحيَ صارَ الجلادَ..
وعبيدٌ تتبعُ عُبّادَ..

إني أشعرُ بعيونِ "الدوشِ" تؤنبني:
من أينَ لعاريةٍ أن تسرقَ هذا!
صدقتُ بأني سارقةٌ..

هل تذكرُ حينَ سرقتُ لأجلكَ نهداً من جسدي؟
لعيونكَ قربَ القلبِ أخبؤهُ ..
وتفر بصدفتها للأرضِ يدي
كي تجمع أوراقاً هاربةً..
باب السجنِ إلى وجهكَ قِبلتهُ
وتراخى..
عصفورٌ.. في عينيكَ يطيرُ..

بالصدفةِ لا ينسى السجانُ مغاليقَ الأبوابِ..
لي فوقَ حزاميَ بابٌ
لي عند الساعةِ بابُ
لي حول النحرِ ملايينُ الأبوابِ
دوماً للسجنِ تعودُ عصافيري
فلماذا لا ألقى منكَ جوابا
وأنا قدْ ضلّ جوابي..

أفقدتَ الحدسَ لدي!
وأنتَ العالمُ بالغيبِ وغيبِ عِتابي!
ونساؤكَ كثرٌ وأنا ما أذّنَ ربٌ بقبابـِي..

يا ليتكَ تدركُني..
كم أسرقُ من مرآةِ البيتِ تفاصيلاً لأكونَ كما تهوى..
يجلدني القومُ على البنطالِ..
وأغيبُ أنا.. في ضلعِ خرافتهم
وتطوفُ القسوةُ في الصلصالِ..

وأغّيبُ نفسيَ عن عمدٍ
أَسألُنـي : أتراهُ تسائلَ أيني؟
أَبصِرنـِي حينَ أغيّبُ وجهكَ عن عينيَ
تلك صلاةُ استسقاءٍ
لا تمسك حرفكَ عني ..

أمطِرني بكلامكَ حينَ ألفقُ وجهاً يحزنني
يا ليتكَ وحيٌ أوحيهِ إلى نفسي
فأخطُّكَ بينَ يديَ كتابا..
وسأوقظُ غيرتكَ الذئبَ
أمامي باسمكَ حينَ أمارسهُ..
وهوايَ سينطِقُني.. وأقولُ عُجابا

فترفـّق حينَ تغيرُ طقسَ مروركِ من عندي
في ساعاتِ الصبحِ حُضوركَ توقيتي
أمشي .. فيتوهُ طريقي
وأنا من تعبدُ شمسكَ في كل صلاةٍ
في عطلاتِ الأسبوعِ أصلبُ في ضيقي

في كل الساعاتِ خيالي فيكَ يُعذبني
فأراكَ ترافقُ كل نساءِ الأرضِ إلى الشعرِ..
ويغيبُ خيالي.. ويقبّلني قهري..

فأراكَ تُراقصهمْ ويذوب الرقصُ على الجسدِ
وأرى في كأسكَ حمرتها..
وأرى في المصعدِ تقبيلاً..

وأدورُ بكلّ مقاهي الأرضِ
فلا تخلو طاولةٌ منكَ
أراكَ تجالسُ واحدةً عندَ الشباكِ
وأخرى قدامَ البارِ..
للسيارةِ تسبقُ عاشرةً.. تفتحُ بابَ الأسرارِ
فتشعل سيجاراً من جمرِ أظافرها
فأرى ظلكما يرقصُ فوقَ جداري
أتراكَ ستغزلُ منه حكايتها
وتمررُ قربَ الريقِ حفيفِ الأشعارِ

أنثاكَ ضبابُ غوايتها من حولكَ كيفَ تطوّفُهُ ؟
يأتيها طوعاً أو غمزا..
و"مُسجلّها" قد أسعفها أغنيةً
تسرقها لتقولَ أحبكَ رمزا
فتسدّ عليّ الآنَ طريقَ خيالي
أخذتكَ بعيداً حينَ رأتني أرقبها
وتولى صوبَ زجاجكما وجهُ الأمطارِ.


كايد عواملة 


جميع الحقوق محفوظة


وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ  أنا بدأتُ غوايتي وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها ويقتُلني لتختصري الطريقْ اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ وما تنزّ...