وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ 
أنا بدأتُ غوايتي
وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها
ويقتُلني لتختصري الطريقْ

اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ
وما تنزّلَ في يديَّ وأيَّ شيءٍ عمّدَتهُ أصابعي
لُعنتْ يدايَ تمرُّ في الأشياءِ تتركُ ظِلها فيها
خذي مِنِّي الجِرارَ وكسريها خلفَنا
وذريْ على الأرضِ الرحيقْ..

قتليْ سيلزمُهُ الكَثيرُ من التفاصيلِ الدقيقةِ
قصةُ الشعرِ القصيرةُ وحدها
لن تشنُقَ الذكرى بنا
فإذا المساءُ إليكِ وسوسني ببالكِ
حاولي أن تَطعنِي شِعري
خُذي أَلِفاً ودقِّيها بقلبيْ
واقرأي أشعارَ غيريْ
وامنَحِيهِ قلادةً في شَكلِ قلبٍ
فالصديقُ إلى الصديقْ..

وإذا أتتكِ مَراكبٌ مرّتْ ببحرِكِ مَرّةً
لا تُغرقيْ مَحصُولَ قهْوَتِها
فأحياءُ المدينةِ ما لها إلا مقاهيها
إذا ضجّٙ الرفيقُ من الرفيقْ..
وهل الأماكنُ غيرُ رفقتنا بها
هي كالقلوبِ بساكِنيها
فيهِمْ اتسعتْ وأحياناً تضيقْ..

ولتَقتلي في الصبحِ قهوتَنا
ورشي سُكّرا في وجهِها
كي تطردي من مرارتها شياطيني وطيفيْ
هكذا قد تنثرُ الجدّاتُ في وطنيْ
بذارَ الملحِ في أرضِ البيوتِ
فلا يظلَّ الشرُّ بابنتها فتحبَلَ من غريبْ
وأنا الغريبُ وكنتُ أهربُ منْ شبابيكِ البيوتِ
إذا أتى الزوجُ المُمِلُّ
لكي يرشَّ الملحَ في جُرحي وجرحكِ مرَّتينْ
قبلَ المَساءِ لتأخذِي الزوجَ العتيقَ
بجولةٍ في السوقِ
وابتاعي لُهُ غمازتينِ وضِحكَتين لعلَّ يشبهنُي قليلاً
كي تطيقي ظلّهُ
ما أثقَل الأشياءَ إنْ بَهَتَ البريقْ..

وإذا خطرتُ ببالِِ نمنمةٍ بجلدكِ
فأخلعي جلدَ الملاكِ
ونظِّفي أثري وألقينا كما اللُّقطاءِ في بابِ الطريقْ

وإذا أتيتكِ بعدها
في أيِّ شكلٍ
عندها موتي
فقد تشفينَ مني
أو أنا أشفى
وبعدكِ سوفَ يلزمني الكثيرُ لكي أموتَ
فغابَةٌ في حجمِ قلبي قتلُها يحتاجُ أكثرَ من حَريقْ

وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ  أنا بدأتُ غوايتي وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها ويقتُلني لتختصري الطريقْ اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ وما تنزّ...