ماذا لو فكرتُ بالانتحار

- سأفكّرُ بالكهرباء: أن أصيرَبرقاً دون رعد، لأني أحب السكون، فأعلى الأشياءُ صوتاً أقلها صدقا..

- سأفكرُّ بالسم: كيمياءُ الحب.. أن أحب للمرة الأخيرة علبة "سيانيد".. وكالحب سيتركُ غصة في القلب، فأقولُ: "أحبك لدرجة أنني أشعر بأن قلبي سيتوقف". وتصيرُ النبوءةُ أفقاً..
- سأفكرُ بالنار: سيكونُ الوقتُ ليلاً فالنار بالليلِ أشهى، وسأفكر في فيلسوفٍ قديم: "حلمتُ بأنني فراشة وحينَ صحوتُ هل كنت في ذلك الوقت رجلاً يحلم بأنه فراشة، أو أنني الآن فراشة تحلم بأنها رجل!"
وأجيبُ أنا عن السؤال. في الحبِّ ثمة فراشاتٌ أيضاً.. في القلب وفي المعدة وعلى الجلد.. وفي النار..
- سأفكّرُ بالرصاصة: سأقرأ عن رأي العلم فيها وعن تفاصيل الجمجمة.
وسأقرأ للمسدس قصيدتي عنهُ
"Russian roulette"
وأعيدُ تمثيلَ الحكاية.. سأجربُ أن أحبَّ رصاصة.. ففي رأسي أفكارٌ لابد أن تملأ العالم.
- سأفكِّرُ بالحبل: الحبلُ عناقٌ.. والعناقُ خطيئةٌ في أرضنا.. وأنا الشيطانُ.. أرميني من السماء فيمسكني الحبُّ قبل أن أصل إلى الأرض.. كالحياد سأكونُ معلقاً بين السماء والأرض.
- سأفكرُ بالمرتفعات: ألغي فكرة الحبل.. فأنا لا أحبُّ الحياد.. لذا سأختارُ أن أطير..
أن أتطرف للمرة الأخيرة.. أو أعودَ كما كنتُ.. في البدء كانتْ النجمة وصارتْ النجمةُ أرضا..
- سأفكِّرُ بالماء: هل أثقلتْ أكتافك المياهُ أيها السدُّ؟ أنا قطرةُ الماء التي فاض بها العالمْ.

وصفة للتخلص مني

اليومَ أمنحُكِ الخلاصَ  أنا بدأتُ غوايتي وأدلُّ قلبكِ كيفَ يمحوها ويقتُلني لتختصري الطريقْ اليومَ قُصِّي الوحيَ في الشَّعرِ الطويلِ وما تنزّ...